شهدت الفترة الأخيرة ظهور سلالات جديدة لفايروس كورونا في مختلف العالم، وهو ما أدى إلى زيادة حالات الإصابات نتيجة خاصية الانتشار التي تمتعت بها هذه السلالات، والسؤال الذي يدور في الأذهان كيف تحور فايروس كورونا؟
طفرات الفيروسات التاجية
يقول الأكاديمي واستشاري مكافحة العدوى الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني لـ«عكاظ»: تحور الفايروسات عموماً أو ما يعرف بالطفرات أمر معروف من خصائص الفايروسات خصوصاً الفايروسات التاجية، ولا يُعد فايروس كورونا المستجد استثناءً منها، ففي بداية الأزمة وجد إن الفايروس المسبب للمرض يتحور بمعدل حوالى 1-2 طفرة في الشهر تقريباً، إلا إنه وبعد فترة وجيزة بدأت تظهر متغيرات عدة في الفايروس، وهذه المتغيرات الناشئة الحديثة تراكمت بشكل ملحوظ مؤدية إلى طفرات أكثر في فترات زمنية قصيرة، ما تسبب في زيادة القلق حول العالم.
6 سلالات متحورة
وتابع قائلاً: «حتى الآن هناك 6 سلالات ناتجة من تحور من الفايروس الرئيس، وهي: السلالة البريطانية والسلالة الجنوب أفريقية والسلالة البرازيلية وسلالتان متشابهتان من كالفورنيا الأمريكية وسلالتان في نيويورك، ويتوقع العلماء أن هذه السلالات المتحورة لفايروس كورونا المستجد ستستمر في الظهور، ولن تكون هي المتغيرات الوحيدة التي ستظهر، إذ إن استمرار الانتقال غير المنضبط للفايروس في أجزاء كثيرة من العالم خصوصاً مع عدم اكتراث البعض في أخذ الإجراءات الوقائية يزيد من انتقال الفايروس بين الناس».
قدرة حدوث الطفرات:
وخلص الدكتور حلواني إلى القول: كثرة انتقال الفايروس بين الأشخاص يزيد من مقدرته على إحداث الطفرات التي تساعده على البقاء على قيد الحياة محدثاً مضاعفات كثيرة في المصابين قد تؤدي إلى الوصول إلى الحالة الحرجة وبالتالي - لا سمح الله - حدوث الوفاة في كثير من الأحيان كما في السلالة البريطانية، وما يزيد القلق من هذه السلالات المتطفرة هو قدرتها العالية على الانتقال بين الناس ومقاومتها للقاح بنسبة عالية عن طريق تخفيف كفاءة الأجسام المضادة المنتجة في الجسم بعد اللقاح؛ لذا تبقى الاحتياطات الوقائية الشديدة هي الطريقة الوحيدة للوقاية.